الحمد لله الذي جعل أول أمر في كتابه العزيز لنبيه صلى الله عليه وسلم ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ والذي جعل للبشرية أهمية العلم والتعليم وكما قال تعالى كذلك : ﴿‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏﴾ ومن هذا المنطلق ركز المعلم الأول ومربي الأمة نبينا محمد صلوات الله عليه وسلامه على هذه الأهمية بقوله : «طلب العلم فريضة على كل مسلم» وقال: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلتمسُ فِيهِ عِلْمًا سَهلَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إلى الْجَنَّةِ».

إن إنشاء مكتبة الرواحي العامة جاء إيمانا بأهمية ودور المكتبات عامة ومكتبة الرواحي خاصة في نشر العلم والمعرفة وفي تلبية احتياجات الباحثين والمهتمين من ما تحويه المكتبة من مخطوطات ومقتنيات ومراجع ثقافية وتاريخية ومصادر معرفية في شتى المجالات.

ولم تقتصر المكتبة على كتب اللغة العربية، بل شملت أقساما لكتب اللغة الإنجليزية بتفريعاتها المعرفية المختلفة وكتب اللغات الأخرى كالسواحيلية والفرنسية، وذلك يأتي تحقيقا لتوجهات المكتبة في خدمة الباحثين على اختلاف مرجعياتهم الثقافية واللغوية.

ولقد سعينا منذ افتتاح المكتبة في عام 2016 م على تزويدها بأحدث المصادر المعرفية في مجالات مختلفة وعلى ضرورة الحفاظ على المخزون الفكري الذي تمتلكه من مخطوطات ومقتنيات تاريخية عريقة تم ترميمها وصيانتها ويجري العمل على رقمنتها ليتم الحفاظ عليها في منصة رقمية إلكترونية ستسهل على الباحثين والمهتمين الوصول إليها ودراستها والانتفاع بها بما يخدم احتياجاتهم العلمية والبحثية.

ونتطلع أن تكون المكتبة مركزا بحثيا وثقافيا يسهم في إثراء الحركة العلمية والمعرفية في المجتمع، و يتميز بالريادة في تقديم التسهيلات المكتبية والمعرفية للمستفيدين منها، كما نسعى أن تكون المكتبة خزينة معرفية ثرية لمخطوطات الكتب النادرة من حقب تاريخية مختلفة والتي تمثل قيمة علمية هامة على مستوى السلطنة.

نرجو من الله العلي القدير أن تكون مكتبة الرواحي العامة عند حسن ظنكم، وأن تحقق بها الأهداف المرسومة وتعين على نشر المعرفة والانتفاع بها بكافة صنوفها وأشكالها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ أفلح الرواحي              

رئيس مجلس إدارة مكتبة الرواحي العامة